Site icon مدونة أحمد سعيد

١٣. ذاكرة قلب~ ( قناع جديد ! )

لقد كنت أظن ذات يوم أنه من المؤلم جدا أن يكون الإنسان وحيدا، في عزلة مع ذاته، بين روحه وما تبقى، وعند تلك النقطة بعد الإحتكاك بأشباه البشر علمت بل أيقنت أنه من الممتع أن أكون وحيدا!!

بعد مرور هذا الوقت أيقنت أنني فقط أرتدي في كل لحظة قناع جديد، كأني أعيش حياتي عبارة عن حفلة تنكرية أنزعها عندما أنعزل فقط عن هذا العالم !!

حقا أنا في حالة يرثى لها، بل ربما أنا أصبحت كاذب مخضرم أجيب دائما أنني بخير دون تردد، والحقيقة أنني في صراع بداخلي بين الألم تارة وأخرى بين الشتات !!

حتى تلك الدموع التي كنت أداريها بشدة هانت على نفسي قبل أن تصبح هينة على أقرب المقربيين إلى قلبي وماذا بعد؟!

أين تلك القصص التي نسجها خيالي وأين تلك الأحلام التي كنت أعيشها شغفا بل حبا وكأنها واقع في طفولتي، فكما أذكر في كل ليلة كنت أعيش تفاصيل جديدة وأحداث مختلفة.
يوما بعد يوم أجهل أو ربما أتجاهل حقيقة هذا العالم القاسي الذي لا يرحم بين تلك الآمال السعيدة و الأحلام الوردية، وفي لحظة ما أتى شيء أفسد كل شيء.
مؤلم أن ترى أحلامك تختفي بمكان مجهول دون شيء تستطيع فعله.
واقع لا يحتمل وحلم لا يكتمل كحطام خشب تحاول ترميمه لكنه لا يفتأ أن يعود فيتحطم !!

هل أحتاج عمرا كاملا من العزلة حتى أستطيع فهم نفسي ؟ أم أحتاج فقط إلى التصالح مع ذاتي والإعتذار منها ؟
وكيف للمرء أن يعيش في سلام وسط هذا الزحام ؟!
أنا فعلا أفتقد طفولتي أو ربما ذلك السلام عندما كنت أظن أنه لا أحد يتألم لا شخص يعاني ولا آخر يفقد، لا كره ولا حزن ولا دموع فقط عالم نعيش فيه بهدوء وسكينة واستقرار .

قلبي يقودني للهلاك وعقلي يتصارع معه، فينتصر قلبي وأتألم أكثر..
كيف لي أن أنصت إلى عقلي متجاهلا قلبي ؟!

عذرا لواقعي ففي كل مرة كنت أرفضك بقسوة، وأشيح ناظري عنك في كل لحظة، تحديتك بدون رحمة ونسيت أنك رفيقي في المواقف الصعبة.

عذرا لأحلامي أطرق على بابها كل ساعة، تبحر بي في كل مكان دون تذمر وكأنها تقول لي سمعا وطاعة.

عذرا لسعادتي فالحزن أصبح شطرا في حياتي و الٱه أطفئ بها حرقة أناملي والبكاء متنفس لألمي والصمت أحفظ به كبريائي، عذرا فقد تخليت عنك وأبعدتك عن حياتي.

عذرا لحياتي فقد اتهمتك بالقسوة، ولصندوق ذكرياتي الذي أخرجته بعد دفنه.

عذرا لقلبي فبدون تردد وهبتك لغيري وجرعتك ألما في لحظات حزني.

عذرا لك صديقي، سندي، أخي، رحلت وبقيت أنا هنا وحيدا، لم تؤلمني أبدا يا صديقي إلى بعد أن أخذك الموت عنوة.

أحمد عبدالخالق سعيد

10.01.2021

Exit mobile version