الحياة ليست معقدة لتلك الدرجة، والسعادة أيضا ليست معقدة بتلك الصورة التي نتصورها !
ربما نحن نشعر بالضعف كثيرا بعد أن نعيش ألم الخوف، أو ربما أن قوتنا لا تكفي لإيقاف وصد بعض الأشياء غالبا.
الإنسان يحزن، ورغم ذلك دائما بطبيعته الكونية يحاول الهرب من ذلك الحزن، فالسائد في القناعات أن الحياة مهما طالت قصيرة جدا، وأن في القلب هناك خفايا مخبئة لا تظهر دائما. نعم نحن فقط ببساطة شديدة نركض من أحزاننا هربا ليس إلا فالمرء لا يعيش من أجل الغد فقط ولا يعيش من أجل اليوم فقط فما بينهم حاضر وواقع يستحق النظر فيه بتمعن فكيف لك أن تنسى حلقة الوصل الأساسية في حياتك.
في اليوم الخامس من الشهر العاشر للعام ألفان وتسعة عشر كانت بداية رحلة جديدة، بداية انطلاقة من الألم للسعادة ثم العذاب، نعم هناك كنت أرى السعادة حتى تغير كل شيء كسماء صافية لبدت بالغيوم، عاصفة اجتاحت قلبان هناك في البعيد القريب، فكانت النتيجة { الفراق }، وأي فراق كان ذلك، بداية الألم طريق إلى العذاب، لا أعلم حقيقة لماذا نحن نختار الألم دائما؟.
تبا لعزة النفس ، وسحقا لواقع لا يوجد به إحتواء صادق.
عجبا لهذه الدنيا تجمعنا غرباء لا نعرف بعضنا، وتفرقنا أحباء قلوبنا لا تقوى على الفراق.
لعلنا خلقنا لنظل هكذا.. خطين متوازيين يعجزان عن التواصل وعن الفراق، لا يستطيعان اللقاء إلا بانكسار أحدهما.
أشعر في كثير من الأحيان أن الدنيا كثيرة علي، لا أستطيع أن أتحملها، توجد الكثير من الآلام التي لا أستطيع إبقاءها بداخلي و بعقلي بأي شكل من الأشكال كان.
أحيانا أو ربما غالبا أنا أضخم الأشياء الغير مهمة، وتبقى تلك الأشياء المهمة بداخلي ، أنسى أو ربما أتناسى أن الوقت يمضي وأن هناك مستقبل ينتظرني من أجل التخطيط له، دائما هناك ضوء جديد يمكن أن يتسلل إلى قلبي الحزين.. يجب أن أحاول التوقف عن البحث عن حلم خذله.
فـ بالرغم من كل ما يحمله التذكار من وجع أنا فقط لا أريد أن أنسى.. لذلك دائما أفشل في كل محاولة، أو ربما أن أعاني جيدا من { سم العشق } فـ الغموض يقتل كل المشاعر الجيدة حتى يفقد كل شيء معناه من ألم ذلك الحب.
الآن انتهت الحكاية بمشاعر مختلطه وسجل التاريخ يوم جديدا في حياتي، يوم ربما لن أنساه ما حييت.
ففي اليوم الحادي عشر من الشهر الثالث للعام ألفان وعشرون سُجلت نهاية تلك العاصفة معلنةً بنهايتها مزيج مشاعر لا يستطيع عقل استيعابها مخلفة دمار شاملا بكل ما مَرت به.
وبمناسبة تلك الرسائل التي لم تصل أردت أن أقول:-
أنا رحلت حين استنفذت كل حلول البقاء، حملت وجعي على أكتافي برأس منخفض و خطوات ثقيلة، فـ أنت يا سيدتي تركت لي وجعا يكفيني دهرا، أي كرم هذا؟
في منتصف تلك الليلة وجدت وحدتي بالرغم من أنها معتمة وباردة توقظ ذكريات وصفحات قد أتلفت، القهر يا سيدتي أن دمعتي تسقط رغماً عني وأنا جالس بصمت، أحاول بكبرياء إخفاءها بـ إبتسامة باردة، ذلك هوا الألم الحقيقي و الإجتياح.
أما عن لحظة الوداع الأخيرة تلك وذلك الهدوء الذي أظهرت، وتلك الإبتسامة التي قابلتك بها ردا على مزاحك، كان ذلك فقط الهروب من وداع قلبك المتألم أردت فقط أن أصنع لنفسي لحظة وداع مختلفة قليلة فـ أنا لا أقوى أن أراك بذلك الضعف وبتلك الأعين الحزينة، كنت فقط أتماسك حتى أراك بخير.
ذلك باختصار سيدتي الألم الجيد الذي يبعث المتعة في النفس، أما نظيره السيء يشير دائما أن شيء لم يمضي على ما يرام.
لم تكن هذه السطور التي كتبتها بداية من { ٨. ذاكرة قلب~ ( حكاية عابرة، مرت بسلام ) } حتى هذه اللحظة مجرد كلام جميل عابر، لكنها مشاعر قلب عاشها حرفا حرفا، ونبض إنسان حملها حلما، واكتوى بنارها ألما.
أحمد عبدالخالق سعيد
13-03-2020
بصمة حضوركم