في كل مرة تنطر فيها إلى المرآة، تقول أنك رأيت هذا الوجه سابقا..
لا شيء جديد سوى ملامح الكبر تكسو ذلك الوجه، شعر أبيض بدء يغطي أجزاء متفرقة، حزن حيناً وفرحٌ وسعادةٌ غامرةٌ في أوقات أخرى.
لم يمضي الكثيرُ من الوقت منذ بلوغك، وها أنت في صراعٍ مستمرٍ مع الحياة من أجل البقاء.
من أجل حياةٍ أجمل ومستقبلٍ مشرق، لستَ تكتفي ففي النهايةِ أنت ترسم مستقبلك وتخطط من أجل أحلامك.
كل يوم جديد في حياتك هو هدف جديد بالنسبة لك، وحلم أسمى.
أحلام تختفي لتستبدلها بأحلام أخرى جديدة.
نلك هيا الحياة البشرية بين المد والجزر، كل ذلك مستمر ينتهي ذات يوم بوفاتك.
هناك في أيام حياتك تلتقي بأحدهم فيكون جميلاً جدا في نظرك، تبدء بالتخطيط لمستقبلك، تتمنى وتتمنى ….!
ثم تجلس للكلام معه، لكنه يصبح مملا بعد دقائق لتكتشف أنك كنت مخطئا في حكمك.
تذهب لتلتقي بأشحاص آخرين وتجد أن لا بأس بهم، تتعرف عليهم عن كثب وتوطد علاقتك بهم، لتصبح بعد فترة بسيطة، وجوههم معبرةٌ عنهم، وكأن شخصياتهم مكتوبةً عليها، وفجاءة… يتحولون إلى أجمل الأشخاص.
تلك هيا خلاصة سنوات مضت من حياتي فقدت فيها الكثيرين بسبب واضح أو بدون، عجلة الحياة تدور والتغيرات لا مفر منها.
أشخاص قابلتهم، أحببتهم، آمنت بهم، ثم مضت الحياة ليصبحو جزء من الذكريات جميلة قد تكونُ أو غيرَ ذلك ربما ..!!
ركز جيدا وتأمل تلك العبارات، إسرح بخيالك بعيدا وتذكر جيدا، فتلك هيا الأحداث التي نتشارك بها قطعا في هذه الحياة.
نلك هيا المفارقات والتناقضات التي عشتها يوما.
بل هيا تلك الحياة وبعض أسرارها كما أظن إن صح التعبير.
من حيث أكتب اليوم.. كانت بداية فصل جديد من حياتي، من نقطة الصفر عدت، حياة جديدة، كل شيء غريب في بدايته، وكأني طفل أولد من جديد.
تسألت كثيرا حينها كيف لي أن أعيش؟ كيف لي أن أتأقلم؟ كيف لي أن أنخرط في هذا العالم الجديد؟ كل شيء هنا مختلف..!
واليوم بكل ثقة أقول:-
كل شيء في هذا الكون يختفي، كل شيء تظن أنك عليه يختفي في لحظة، وكأنه نَفَسٌ على مرآه.
كلنا نتغير.. حين نفكر في الأمر نكون أشخاص مختلفين في حياتنا، ولا بأس بذلك فهذه سنة الحياة، لكن علينا أن نستمر بالتحرك ولا نتوقف طالما أننا نتذكر الأشخاص الذين كنا عليهم.
لن أنسى شيء من هذه الحياة، ولن أنسى يوما مهما كان، سأتذكر دوما كيف كنت لأختار كيف أصبح…!!
الأزمان تتغير.. وعلي أن أتغير أيضا.
أحمد عبد الخالق سعيد
01-04-2017
رووعه 👏
شكرا جزيلا لوجودك …
أحمد